الإسلام والضحك

د.ج 1.400,00

2 in stock

يكشف كتاب “الإسلام والضحك.. نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر”، للشاعر السوري زياد عبدالله، عن تاريخ الضحك والمفارقات الساخرة شبه المجهولة داخل متون السرد العربي، ويشير إلى وجه مطمور في التراث لم ينل ما يستحق من اهتمام. نقرأ ممّا كتب زياد عبدالله في استهلال الكتاب: أوصيكم ونفسي الخاطئة بقراءة ما جرى انتقاؤه بين دفّتَي هذا الكتاب، والاستجابة لما يمليه عليكم من ضحك، فهو آتٍ أوَّلاً من انغماس سِحْرِي بجماليات السرد العربي، وتتبّع أدبي لآليات وأدوات النثر العربي الأخّاذ في القصّ والروي والإخبار، سرعان ما تسيّده الضحك والضاحكون وحكاياتهم وأخبارهم ونوادرهم، يتناقلها كل طريف ظريف عن أحمق عليم، ومغفل حكيم، وما الحممق كما يرى ابن الجوزي إلا “غلط في الوسيلة والطريق إلى المطلوب من صّحة المقصود”، وليكون المقصود هنا التدليل على أصالة الضحك عند المسلمين، أو العرب “أقدم الأمم الظريفة الضاحكة”، والذي يطال كل شيء، بعد ذلك الشعائر والعبادات والفتاوى في الإسلام، وما وسيلتنا للإضاءة على ذلك إلا الكُتُب التي أخذ عنها هذا الكتاب، ليضعكم حيال “الإسلام والضحكّ متجاورَيْن، غير متنافرَيْن قطّ، وهذا ما وقعت عليه في كُتُب مترامية الأجزاء والصفحات من تراثنا، يختلط فيه الدّيني بالتاريخي بالأخلاقي بالعلمي بالسياسي، وبالتأكيد الأدبي والخيالي كما هي كُتُب مثل “مروج الذهب”، و”العقد الفريد”، و”التذكرة الحمدونية”، و”المستطرف في كل فنّ مستظرف”، وأخرى أدبية مثل “البيان والتبيين”، أو قصصية وخيالية خالصة كما هي “رسالة الغفران” و”مقامات بديع الزمان الهمذاني”، بينما تمركزت كُتُب أخرى مثل “أخبار الحمقى والمغفّلين” و”كتاب البغال” و”الروض العاطر في نزهة الخاطر” و”نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب” و”نواضر الأيك في معرفة النيك” على رصد ما يتّسق مع موضوع بعينه سواء كان الحمق أو الجنس أو الحيوان. يقول شيخ الضاحكين الجاحظ “ولو استعمل الناس الرصانة في كل حال والجد في كل مقال وتركوا التسميح والتسهيل وعقدوا أعناقهم في كل دقيق وجليل، لكان السفه صراحاً خيراً لهم والباطل محضاً أردّ عليهم”، وهذا حال الإسلام في أيامنا هذه، وقد انقض عليه تاركو التسميح والتسهيل فخرج علينا المتشحون والممتقعون والملتحون المأخوذون بالقتل والتقتيل، لا يعرفون من الإسلام إلا إقامة الحدود والتحريم والتكفير، محوّلين الدعوة الدينية إلى إرهاب فكري، وهم إن جرت مقاربتهم إنسانياً فإنهم مدعاة للتندر والضحك، وما يصدر عنهم ليس إلا اتباعاً لأهوائهم أو امتثالاً لأولياء نعمتهم، في تناغم منقطع النظير مع الجهل والإسفاف والابتذال، وليبدو الضحك ناشزاً غريباً في هذا المقام، ذلك أن الهزل والتندر عدو الجهل وفاضحه لا محالة – “يتوجه الهزل إلى الذكاء الخالص” – ليكون الضحك في هذا السياق فعل مقاومة للقابضين على جمرة الزعيق والعويل والتهويل، المأخوذين بخطاب الترهيب والتخويف، فكيف لضاحك أن يمتثل للترهيب الذي يريدون زرعه فيه؟ وليكون الضحك في هذا المقام أشدّ وقعاً من الرثاء الذي تستدعيه أحوالنا، أو اليأس المتوفر بكثرة فيما يحيط بنا من كل حدب وصوب.

book-author

الناشر

المتوسط

بلد المنشأ

ايطاليا

ISBN

لغة الكتاب

عربي

تاريخ النشر

2018

Customer Reviews

There are no reviews yet.

Be the first to review “الإسلام والضحك”

Your email address will not be published. Required fields are marked *