البوسعيديون وآل سعود 1820-1892م الجزء الثاني

Description

هذا الكتاب هو الجزء الثاني للكتاب “البوسعيديون والدولة السعودية الأولى”، وتكمن أهميته لإشتماله على تاريخ لفترة من أهم فترات الخليج العربي، لذا فقد جاء غنيّاً بأحداث كانت مفصلية في المنطقة، سواء في الجانب العماني أو الجانب السعودي.
وبالنسبة للجانب العماني، يتحدث الكتاب عن حدث هو قدر من الاهمية؛ حدث مفصلي تمثل في تقسيم الإمبراطورية العمانية، حيث تقاسم أبناء السيد سعيد بن سلطان الإمبراطورية، فأصبح السيد ماجد حاكماً على زنجبار، بينما في عُمان أصبح الحاكم السيد ثويني.

يتحدث الكتاب عن تلك الأحداث وما واكبها من إرهاصات ومتغيرات؛ سواء على المستوى الإقتصادي أو الإجتماعي من نتيجة هذا التقسيم البغيض الذي كانت بريطانيا وراءه، بقرار منها… وعملها جاهدة على إرساء قواعده، هذا من جهة البوسعيديين.

أما من جهة آل سعود؛ فإن الحدث المهم هو إجتماع الدول الغربية ليكوّنوا فريقاً مناهضاً لمحمد علي باشا، والعمل على تحجيم دوره في المنطقة من خلال معاهدة 1840م.

وإلى ذلك، فإنه من الصعوبة بمكان التنبؤ مجال الجزيرة العربية اليوم لولا هذه المعاهدة؛ إذ كان محمد علي باشا مستولياً على الشام ونجد والحجاز ومصر، وكان يتطلع إلى ضم المفتاح البحري العالمي للخليج العربي.. “عمان”… أجل عمان التي كانت الجائزة التي كان يحلم بها محمد علي باشا، ولعل بريطانيا العظمى تنبهت في تلك الفترة إلى ما كان يسعى إليه، فكانت السبّاقة في الحدّ من طموحاته قبل تحقيقها… وقبل أن يستفحل أمره.

هذا وقد استند المؤلف في تأريخه لتلك الأحداث في سيرورتها إلى بداية حكم الإمام تركي بن عبد الله عام 1820م، على إعتباره ان البداية الحقيقية للدولة السعودية الثانية تزامنت مع تولّي تركي بن عبد الله للحكم في نجد، بينما تزامنت نهايتها مع حكم ابن رشيد للرياض بشكل رسمي، وإنتقال الإمام عبد الرحمن للعيش في الكويت وذلك عام 1891م.

وعليه، فإن هذا الكتاب يعتبر من المراجع المهمة للباحثين والمهتمين بتاريخ الخليج من الفترة الممتدة بين عام 1820م إلى العام 1892م، وتأتي أهميته بما زخر به من معلومات وأحداث واكبت تلك الفترة، وبما واجهته منطقة الخليج وحكامها من أزمات مفاجئة ومستجدات، سواء من جهة عمان أم من جهة الإمارات اليوم، أو من جهة بلاد نجد.

وقد تم تقسيم الكتاب إلى تمهيد وثلاثة فصول؛ تحدث المؤلف في التمهيد عن الأحوال الإجتماعية والإقتصادية لكل من نجد وعمان قبل قيام الدولة السعودية الثانية، أما الفصول الثلاثة فقد اشتملت على المواضيع التالية: الفصل الأول نشأة الدولة السعودية الثانية (فترة حكم فيصل الثانية، من 1843 إلى 1865، الحرب الأهلية بين أبناء فيصل، آل رشيد يقضون على الدولة السعودية الثانية)، الفصل الثاني: حكام عمان فترة الدولة السعودية الثانية (تقسيم الإمبراطورية العمانية 1856- 1861م) الفصل الثالث: الأوضاع السياسية بين البوسعيديين وآل سعود منذ عام 1820 إلى 1890 (بداية الصراع بين السيد سعيد بن سلطان والإمام التركي بن عبد الله)، القوات المصرية تحكم نجد من عام 1837 إلى 1840 وتحاول السيطرة على ساحل الخليج وواحة البريمي والدور البريطاني في الوقوف أمام الأطماع المصرية في عمان، الفترة بين الإنسحاب المصري وحكم فيصل بن تركي الثانية، الإمام عزان بن قيس والسعوديين، تقدير آل سعود للخيل العمانية).

كتاب غني بالأحداث المفصلية على الجانبين: السعودي والعماني, إذ يؤرخ لتقسيم الإمبراطورية العمانية بين ولدي السيد سعيد بن سلطان : ماجد الذي حكم زنجبار، وثويني الذي حكم عمان، وكذلك إحياء الدولة السعودية الثانية ، وما جرى بعد ذلك من أحداث كبيرة، وصراعات حادة بين أبناء الإمام فيصل عبدالله وسعود، أدت في النهاية إلى انهيار الدولة السعودية الثانية على يد آل الرشيد .