المبادئ العامة في تحليل المعلومات الاستراتيجية

Description

لم تعد الظواهر السياسية والأمنية المرتبطة بالأمن القومي، سهلة الفهم والتحليل، وذلك للتغييرات التي طرأت على النظام العالمي برمته والنظم الإقليمية وبالشكل الذي زاد من حدة التقلب والتوجس والتعقيد والغموض في السياسات الخارجية للدول وما ترتبه تلك السياسات من اصطفافات سياسية بأبعاد اقليمية ودولية ليتبلور واقع جديد من العلاقات الدولية تختفي من خلاله كل النوايا الحقيقية للدول في سياساتها الخارجية.هذا التعقيد في بنية المخاطر الأمنية، بات يفرض علينا أن نتهيأ لاستجابات جديدة ومناسبة لمواجهة تلك المخاطر، إستجابات، لا تعتمد فقط على القبضة الأمنية، بقدر ما تعتمد على التعقل والحكمة والتفكير بطريقة استراتيجية.

ومن هنا يأتي علم (تحليل المعلومات الإستراتيجية)، ليكون بمثابة (الكشاف) الذي ينير الطريق أمام صُنّاع القرار لفهم تعقيدات البيئة الإقليمية وطبيعة تفاعلات البيئة الدولية وخارطة المصالح العالمية ليتمكن (صُنّاع القرار) من رسم استراتيجيتهم الوطنية استناداً على أرض صلبة من الحقائق وبخطى ثابتة.

لكن هذا لا يعني أن التحليل المعلوماتي يلعب دوماً دور (الكشف) لدائرة صنع القرار، فالتحليل في أسوأ حالاته، قد يضلل صانع القرار، وفي حالات أخرى لا يتوقع التوقعات المستقبلية 100% ولكنه يرسم خارطة واسعة من الخيارات أمام صنّاع القرار، وفي حالات أخرى قد يصيب التحليل في توقعاته بنسبة تفوق 90%، وكل ذلك يتوقف على مجموعة كبيرة من العوامل المتغيرات التي تحدد مسارات وجودة التحليل الإستراتيجي، وهذا ما اختص به هذا الكتاب.

ومن حيث المضمون حرص الكاتب على الجمع بين الجانب النظري لعملية تحليل المعلومات الإستراتيجية، والجانب التطبيقي لها في عمل مؤسسات الأمن القومي، حيث تم وضع الأسس النظرية لتحليل ثلاث ظواهر أمنية وهي (تحليل الإستراتيجيات الأمنية، وتحليل ظاهرة حروب الجيل الرابع، وتحليل ظاهرة حرب المعلومات على مواقع التواصل الإجتماعي) حيث سعى الكاتب إلى تطوير الجانب النظري في هذه الظواهر الأمنية الثلاث، من خلال إضافة الأساليب المضادة لمواجهة نظريات حرب المعلومات وحروب الجيل الرابع، إضافة إلى السعي إلى وضع استراتيجية عامة للتحصين الوطني يمكن أن تكون مناسبة لدول الشرق الأوسط كاستجابات استباقية لمواجهة هذه الظواهر، لينتهي الكتاب بجملة من التوصيات العملية في التحليل الرصين للمعلومات الإستراتيجية.