إن دراسة تاريخ النظم الإسلامية يفترض أن تؤكد وحدة وترابط المجتمع الإسلامي عبر عصوره المتتابعة ومن خلال مؤسساته السياسية والإدارية والقضائية والمالية والعسكرية وغيرها، وأن دراسة النظم لا بد لها أن تبرز أصالتها بمعنى قدرتها على النمو والتطور والتفاعل والأخذ والعطاء ثم الإبداع، وأكثر من ذلك إرتباطها بالقيم والمثل العربية – الإسلامية، وتأكيد صفتها الإنسانية التي استفادت وأفادت شعوباً أخرى خارج نطاق المجتمع الإسلامي.يعالج هذا الكتاب النظم (المركزية) في عاصمة الدول الإسلامية في المدينة المنورة ثم دمشق ثم بغداد وسامراء وتتبع تطورها التاريخي وما استجد فيها من مظاهر ومفاهيم، ولم يتطرق إلى نظم الأقاليم التي كانت في بعض مجالاتها نسخة مبسطة من النظم المركزية.
كما لم يعالج نظم الإمارات في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه. يقول مونتكمري وات في كتابه (الفكر السياسي الإسلامي) أن المسلمين يعبرون عادة عن النظرية السياسية في شكل تاريخ، فالعرض التاريخي لمسألة الخلافة مثلاً يحمل في طياته موقفاً من النظرية السياسية لمؤسسة الخلافة، ولعل هذا القول ينطبق على النظم الإسلامية كافة وليس فقط على نظام الخلافة، ولعل هذا القول ينطبق على النظم الإسلامية كافة وليس فقط على نظام الخلافة، فالباحث يجد في كتب التاريخ العامة معلومات متناثرة عن التطور التاريخي العملي لهذه النظم، أما ما كتبه الماوردي وغيره من كتاب السياسة الشرعية والعلماء والفلاسفة فهو يهتم بالنظرية والشروط والتبرير أكثر من التطور العملي.
Be the first to review “تاريخ النظم الإسلامية : دراسة لتطور المؤسسات المركزية في الدولة في القرون الإسلامية الأولى”