تقويم الأداء : في الوحدات الاقتصادية باستخدام النسب المالية – 388 معايير التقويم الأداء في الوحدات الاقتصادية المختلفة –

تسعى جميع الوحدات الاقتصادية الى تحقيق أكبر عائد ممكن عن طريق إستغلال مواردها المحدودة أفضل إستغلال . ولا يأتي ذلك الا من خلال تشغيل طاقاتها الانتاجية المتاحة بأقصى ما يمكن وتخفيض كلف انتاجها الى اقل ما يمكن والعناية بنوعية الانتاج وجودته الى الدرجة ألتي تجتذب جمهور المستهلكين اليه والاهتمام بتنمية عناصر الانتاج والسعي المتواصل لرفع قدراتها الانتاجية وعلى رأس ذلك القوى البشرية وتحديث المكائن والالات والمعدات والموجودات الثابتة الاخرى بما يتلائم مع لإدارة الانتاجية واستخدام النظم المحاسبية الكفوءة ونظم المعلومات والارتقاء بوسائل التدريب والدراسات والبحوث بما يعزز قدرات الوحدة ويرتفع بأمكانياتها التشغيلية والتسويقية والادارية .وتنهض الوحدات الاقتصادية العامة بمسؤوليات آخرى إضافة الى تحقيق الانتاج الاعلى بالتكاليف الاقل بالنوعية الافضل ومن هذه المسؤوليات تحقيق أهداف إجتماعية قد تكون مباشرة أو غير مباشرة ولكن يبقى هدف المشروع الاول تحقيق أعلى ربح ممكن مع شيء من الغايات الاخرى .
أن بلوغ مجموعة الاهداف والغايات ألتي تسعى الوحدة الاقتصادية اليها يقتضي وضع الخطط والسياسات والبرامج الكفيلة برسم الطريق الواضح الدقيق امام الوحدة في كيفية إدارة مواردها بطريقة رشيدة ومتابعة نتائج أعمالها من خلال نظام رقابة يكشف حجم الاعمال المنجزة ونسب تنفيذها والصعوبات والمشاكل ألتي واجهتها والانحرافات ألتي حدثت والسبل اللازمة لمعالجتها هذا ما يساعدنا على السير بالوحدة الاقتصادية نحو مستوى أنتاجي أفضل في المستقبل.
ولاشـك في إن الوقوف على ما بلغته الوحدة الاقتصادية العامة من نتائج وما حققته من أهداف لايمكن ان يتم الا بالاستعانة بنظام تقويمي() شامل لكفاءة أداء هذه الوحدة الذي يؤشر لمتخذي القرارات في الشركة أو مجموعة شركات أو في الصناعة والقطاع المستوى الادائي الذي وصلته الوحدة المذكورة كما يقدم لإدارة الوحدة نفسها صورة واضحة عن النتائج ألتي حققتها خلال السنة المالية المعنية مما يرشدها الى تصحيح أوضاعها وتعزيز قدراتها وهذا ما يعينها على الاستمرار والبقاء والتطور .
لقد إحتل موضوع تقويم الأداء اهتماماً بالغاً من قبل المعنيين بالانشطة الانتاجية والخدمية على حد سواء وحيث إن هذا الموضوع واسع وكبير لهذا فقد اقتصرت دراستنا على الوحدات الاقتصادية ألتي تعني بالانتاج السلعي . وقد احتوت الدراسة على ستة فصول وبعض الملاحق وتضمنت هذه الفصول ما يأتي :
تحدث الفصل الاول عن مفهوم الوحدة الاقتصادية كما تطرق الى وظائف وأهداف وواجبات الوحدة الاقتصادية وعلاقاتها بالجهات الاخرى .
أما الفصل الثاني فقد تطرق الى المفاهيم الاساسية لتقويم الأداء ومن ذلك أهداف ومزايا التقويم وما يتداخل معه من مفاهيم أخرى والقواعد الاساسية له والمراحل ألتي يمر بها والمتطلبات الرئيسية لنجاحه والعوامل ألتي تقف وراء الانحرافات في تنفيذ الاهداف وأنواع هذه الانحرافات .
وأستعرض الفصل الثالث معايير تقويم الأداء ومفاهيم هذه المعايير واستخداماتها ومحددات هذه الاستخدامات ومجالاتها وأنواعها وإختيار المناسب منها لتقويم أي نشاط حسب طبيعته . والمشاكل ألتي تواجه عملية الاختيار المذكورة وأثر تقلبات الاسعار علــى نتــائج التــقويم كما تطرق الفصل الى كيفية وضع المعايير القياسية (النموذجية) والاوزان التقويمية والدرجات التقويمية ومن ثم تحديد مستوى أداء.
أما الفصل الرابع فقد تخصص في وضع قائمة بمعايير تقويم الأداء وألتي قارب عددها على (392) معياراً بهدف تقديم سلة مناسبة لمقوم الأداء توفر له خيارات واسعة ومرنة لإنتقاء ما يناسب الوحدة موضوعة التقويم من معايير .
الوحدة الاقتصادية وتشخيص الانحرافات ألتي حدثت خلال السنة المالية .
وقد قسمت هذه المعايير حسب أنشطة الوحدة المختلفة وجرى ترميزها ليسهل مراجعتها والعودة اليها خلال عملية البحث والمطالعة ولتسهيل معالجتها من خلال الحاسوب
وقد تضمن الفصل الخامس المعلومات الاساسية لتقويم الأداء حيث لا يمكن القيام بعملية تقويم ناجحة دون معلومات وبيانات إحصائية وفيرة وكافية ومضبوطة. وحيث إن البيانات المالية والمحاسبية تشكل مركز الصادرة في البيانات ألتي تتطلبها عملية التقويم الادائي لذلك وجدنا من المفيد شرح معاني الميزانية العمومية وقائمة المركز المالي وحسابات النتيجة وكشوفات العمليات الجارية وحساب الانتاج والمتاجرة والارباح والخسائر والتوزيع والقيمة المضافة إضافة الى الكشوفات المتعددة الملحقة بها كما وجدنا من المفيد شرح كافة المعلومات ألتي تحتويها الجداول الاحصائية ألتي تتطلبها عملية التقويم الادائي كجداول الطاقات الانتاجية والمشتغلين والتوقفات والعطلات وجودة الانتاج وساعات التشغيل والمناولة وغيرها وقد تم ترميز جميع هذه الجداول لتسهيل إستعمالاتها والعودة اليها وربطها بقائمة المعايير ألتي إحتواها الفصل الرابع .
وأهتم الفصل السادس بحالة تطبيقية لعملية التقويم الادائي وذلك لأعطاء كل ما طرح من أجراءات ومفاهيم طابعاً عملياً يمكن أن يساعد جميع المهتمين بهذا الموضوع على تداوله وتناوله والاحاطة به وفهم أجراءاته وآليته بصورة تطبيقية .وقد تم ربط جميع الاجراءات التي إحتوتها عملية التقويم المذكورة بعضها بالبعض الاخر بطريقة ترميزية فربطت المعايير الواردة في الفصل الرابع رمزياً بالملحق رقم (1) الذي يحتوي على البيانات والمعلومات والاحصاءات المرمزة ايضاً وذلك لتسهيل مواكبة العمليات الحسابية ألتي تتطلبها القيم المستخرجة للمعايير المعتمدة في التقويم إضافة الى المقارنات المستخدمة والدرجات والاوزان التقويمية ألتي تضمنتها هذه الاجراءات . وقد خلصت الحالة التطبيقية لتقويم الأداء لإحدى الشركات الاقتصادية الى نتائج يمكن من خلالها تحديد مستوى أداء هذه الشركة .
وأخيراً فقد وجدنا حاجة لشرح بعض التعاريف والمصطلحات الواردة في هذا الكتاب كي تكون مفهومة وواضحة للقارىء عند التعرض عليها أو الاشارة اليها في أي متن منه وافرد لها ملحقاً خاصاً .