يحاول هذا الكتاب أن يبني الأسس النظرية والميدانية لعملية التنمية الاجتماعية والنفسية والسلوكية مما يؤدي الى الحرية في اتخاذ القرار وذلك بواسطة التدريب والتطوير الهادف إلى التغيير نحو الأداء الأفضل والأفعل.
إنه محاولة في علم النفس المهني والتطبيقي وكذلك في علم السلوك الإداري والمؤسساتي بهدف تضييق حيز الخطأ البشري في ممارسة المهنة الى أبعد الحدود الممكنة. بهذه المحاولة تتبين عناصر مشروع العلاج النفسي الإداري: إنه مشروع علاج التبادلات السلوكية المأزومة في بيئة إدارية ومؤسساتية فوضوية ولا عقلانية. وهو مشروع يرتبط بكامل النظرية النسقية أو النظمية التي تقوم أساساً على أهم مفاهيم النظرية التحليلية النفسية مما أنتج تقنيات التدخل العلاجي النفسي للعلاقات التبادلية المطبقة في الإدارة وفي كامل المؤسسات الخدماتية أو المنتجة في القطاعين العام والخاص (T.A). ذلك أن العلاج النفسي الإداري يبدأ بتشخيص الظاهرة الإدارية المريضة (أي المنحرفة والمأزومة وغير الصحية) سواء على مستوى بنية المؤسسة وهيكليتها التنظيمية أو على مستوى بنية الأفراد وسلوكهم وتبادلاتهم ومردودية انتاجيتهم ومناخ العمل الذي يسود علاقاتهم فيما بينهم. العلاج النفسي الإداري يتناول الظاهرة المريضة (الفردية أو الجماعية) عمودياً (ليربط بين الكامن والظاهر) وأفقياً (ليربط بين البنية والتبادلات) وتاريخياً (ليربط بين مسار نشأة الظاهرة والأسباب المفجرة لها هنا والآن).
يركز هذا الكتاب على التداخل بين بنية المؤسسة وهواجس العمل وهموم عناصرها البشرية:
-فيعرض مكامن قلق العامل والموظف في مواقعه الإدارية المختلفة كونه يعمل بدافعية نفسية تتباين في عمقها، ويخاف على حاضره ومستقبله ويسعى إلى درء الأخطار الوجودية بواسطة الانتماء المؤدي إلى الأمان: إنه قلق المهنة.
-ويقترح وسائل العلاج النفسي كإستراتيجية تنطلق من وقاية المؤسسة من الأمراض السلوكية الإدارية المحتملة ليصل النص إلى اقتراح وسائل تقنية علاجية للقلق والهواجس الناتجة عن سوء الإدارة أو قلق الحضارة.
ويقدم محاور أساسية لبرامج تدريبية ميدانية سلوكية تجسد التقاطع بين هواجس القلق المهني وحوافز الوقاية والعلاج المؤدية إلى الأمان البشري والنفسي.
Be the first to review “هواجس العمل : من قلق المؤسسة إلى تحديات العلاج النفسي و الإداري”